نصوص · شعر

لم يكن ليلا أو نهارا

كانت السماء مقلوبة عندما فررتَ ودخلتَ غرفتك

ووجدتها مشتعلة.

لم يكن ليلا أو نهارا

في الوقت الذي رميت نفسك فيه بالنار

كنت تتشبث بمذكرتك، وتصرخ … كنت تعرف أنها فارغة

لكنك مهمل وغير مبال.

***

قالوا انتحرت

قلت: ليس عندي فضاء كاف على الأرض…

ألا تذكر؟

***

لم يكن ليلا أو نهارا

كان وقتاً يفضح عهر غموضك

 ويسدل ستاراً ليظهرك شفافاً.

أعرف أنك ستقول أنك أنت الستار

ولا عمق دفين فيك.

***

خذ الحكمة من مجانين الأفواه ” هكذا قلت يوماً”

ولأنك تعشق اللعب بالكلمات، أي كلمات؟

تفتش عن منفى في اللغة

والصوت الصادر من وعيك هشٌ، أي وعي؟

أنت هو أنت، حتى عندما تحترق.

***

يحاول أبوك أن يحزن

لكنك كنت تصرخ “النار في داخلي” .. “النار في داخلي يا أبي”

وغفلت عن السؤال; ما الفرق؟

***

وتجري العادة في أن تحترق، كأن تشرب نبيذا في يوم بارد

لا ليل فيه ولا نهار

والسماء حالكة السواد… نبيذا أحمر، أعدته روح تشبهك، قادرة أن تجفف فيها نفسك،

 وتخترق آلامك الحقيرة التي أكره أن أسمعها (على سبيل المثال).

***

كنت تحترق حقاً،

وأعرف أنك سمعت صوتي جيداً رغم حواسك المعطبة

ورغم صراخك الصمم.

***

لم يكن ليلا أو نهارا

ولكنه زمنٌ

ينتقي جروحك

ليصب فيها الوقت الذي يشاء.

***

” بم التعلل لا أهل ولا وطن .. ولا نديم ولا كأس ولا زمن” هذا ما كنت تحفظ

“والموج يصطخب” هكذا كنت تكمل

***

كنت تكره الكتابة، ولو على سبيل التفريغ

لأنك تعرف فيه كم أنت أناني ومدلل ولا تفكر بالقتلى.

***

أردتَ أن تسلخ جلدك

وشردت حتى نسيت الطرق المثلى لفعل ذلك

وكلما فكرتُ أن أضع يدي على كتفك

وأحرضك على الكلام

أتذكر ألا كلام تبقى عندك

وكأن كل كلام على هذه الأرض فنى

لكنك حرقت كل شيء فيك -يا عزيزي-

أدري، أن ما أقوله لا يعنيك

لأنك تحترق، تحرق كل شيء فيك حتى الكلام.

Leave a comment