نصوص · شعر

يدخل بيتي

أسمع صوته،
هريراً عند باب البيت.

أشعل التلفاز .. أطفئه، وأقرأ صحيفة  .. أطويها، أعد عصير الليمون والكرز .. أشربه على عجل، أدخن سيجارة .. أخمدها، أتلوى على الفراش .. أقوم، أنتقي حبلا لنشر الغسيل، أسمع أغنية وأكررها، أحاول تعلم العزف على الجيتار .. أفشل، أتصفح صفحتين أو ثلاث من رواية ضمن مخطط القراءة السنوي .. أركنها، أقوم بتمارين رياضية …إلخ

يطرق الباب.

سريعاً .. أحاول النوم، يسكت الكون ويسكن.
وأحلم؛ نتمشى وصديقا قديما في شوارع حينا.

يطرق الباب .. يشتدّ.

أستيقظ، وألحظ هاتفي “خمسة وعشرون تنبيهاً”
أقول في خاطري
لو كان عندي أمل في الماضي، لو كان ثمة أمل في الحاضر، لما كنت إنسانا سيئا.

أقوم، وأحمل نفسي على نفسي وأفتح الباب، يدخل.
أشعر أن غريبا هائما قد ضل ليدخل بيتي مأوىً .. أبتسم.
أعد له الشاي وعبارات الترحيب، أسأله: هل أكلت عشاءك؟وأعتذر عن وساخة البيت.
يرنو إلى وأرنو إليه صامتين وهادئين، كأن الصمت غناؤنا لخمس دقائق .. خمس دقائق ليقترح لي رحلة سفر.

أحمله فوق نفسي وأدور حول نفسي، لا أقدر على الخروج لأسافر وأترك هذا المسكين، أدور.
أختنق، أدخن سيجارة وأختنق.
أصرخ بصوتي البائس، أقول في خاطري؛ هل الصراخ صراخ بلا أذن تحتويه.
يرن هاتفي، لا أستطيع الوصول إليه، يشتد حملي.
أسقط ويتركني.

أودعه، ويعدني أن يأتي باكرا في الصبح.

 

 

Leave a comment