Uncategorized

الفتاة التي تكره الكليشيهات

“حالي؟

تسألين عن حالي في هذه اللحظة؟ وفي هذا المكان بالذات؟ أم عموم حياتي؟ لا يهم، ليس هنالك فرق.

 

لكني على أية حال أقف عاجزا، عاجزا جدا

عاجزا عن الشعور .. لست حزينا، ولست سعيدا

شيئا يقف غصةً، في أن أعيش معبرا ومعتبرا

 

لا أدري ماذا أفعل، لا أدري ماذا أقول

لا أريد أن أفعل، لا أريد أن أقول

 

أريد أن أموت

هكذا .. صراحة

ربما أكثر ما أنا أحوج إليه هو الصراحة

الصراحة التي تنخر في جبال نحو نفسي الخبيئة

كلما ظننت أني أغوص عميقا، كلما ظننت أني أمسكت شيئا من الداخل، يبدو عاديا وسطحيا.

ربما لاحظتي أو ستلاحظين؛ أنا لا أقدر على الكلام إلا مجازا، أرجو ألا يسبب ذلك لك الإحباط، سأحاول أن أتجاوز ذلك.

 

فأناأريد الموت .. لكني عاجزا أن أموت

كل شيء حولي يسير عاديا، جميلا، كما هو مخطط له

وعندي كل القدرة في أن ألهي نفسي وسط حياة رتيبة، أو مليئة بالمغامرة، يمكنني أن ألهي نفسي .. يمكنني … يمكنني .. يمكنني ..

أعتذر عن التكرار، لكني حقا أريد أن أشجع نفسي، عل شيئا يتغير في رأسي.

 

لكني كما ترين كلما حاولت أفقد فيها طاقتي على المواصلة، اللحظة التي تظهر لي حقيقة نفسي شبحا أمامي، حقيقة حياتي مسخا يرقص، يتمسخر.

كل شيء قبيح، مخيف يتجلى.

هذه اللحظة التي ستحدث فارقا، هذه اللحظة التي ستنهي كل شيء

كل شيء حولي، أمامي، خلفي، فوقي، تحتي

لا جهات

لا بشر

لا حس

لا شيء

لا شيء

 

أريد أن أصرخ، أريد أن يسمع كل الناس كلامي هذا، أريد أن أثير استعطاف الآخرين، هل لاحظتي؟

تمهلي في الحكم علي

أنا لا أعرف من أين يجيء كل هذا؟

من أين تنبعث رغباتي الدنيئة؟

 

لست شيئا، ولا أطمح أن أكون شيئا

لعله عذري الوحيد الذي أقوله.

 

هل أجبت على السؤال بشكل كاف؟

كما قلت أنا عاجز

عاجز حتى عن البكاء رثاء لنفسي

لا أشعر بشيء

وأنا أبحث عن خيط أخير في داخلي يربطني بالعالم، ربما يكون هناك شيء

 

لكني عاجز

عاجز جدا

 

كثير من الحيل يمكن أن تجتث الإنسان من هذا الشعور

صممتها الطبيعة بعناية إلهية

لكن ماذا لو فهمنا خطة الله، فهمنا عبطها ابتذالها، وسذاجتها

كيف نتصرف وفق شيء يستغيينا

 

فأنا أحب الفلسفة، وعلم النفس، مهتم جدا …

لكني في النهاية

أريد الموت”

 

هذا ما قلته لها عندما سألتني: كيف حالك؟

ولا أعرف إلى الآن إن كانت قد أنصتت إلى ما قلت، ولكني كنت متأكدا أنها سألت عن حالي الآن وليس عموما، كنت متأكدا أنها لا تحب الأشياء السطحية والمزيفة، المكرورة والمبتذلة، تعشق الموسيقى النادرة، التي تكتشفها بجهدها الخاص، ترتدي ملابسها بالمقلوب، تحلق رأسها على الصفر، تضع وشما بالإسبانية على صدرها وذراعيها.

 

كنت أرجو لو إني أستطيع أن أكتب الآن أني استطعت أن أثيرها بأكثر الكلمات صدقا وقربا لذاتي -هل كان ذلك دافعي حقا؟-، أن أثبت لها أني حقيقي وواضح.

 

لكنها لم تكترث، ربما لم تكن قد أنصتت. لا أدري

 

2 thoughts on “الفتاة التي تكره الكليشيهات

Leave a comment